MyDomuni
DOMUNI UNIVERSITAS

مدخل إلى دراسة الفلسفة (BTHAR05)

مدخل إلى دراسة الفلسفة (BTHAR05)

 يهدف هذا المقرّر إلى تقديم المفاهيم الأساسية للفلسفة، وفروعها، وتطورها التاريخي منذ العصور القديمة حتى العصور الوسطى. يركز المقرر على تعريف الفلسفة كمحاولة لفهم العالم والإنسان من خلال العقل والمنطق، مع استكشاف الأسئلة الكبرى التي تشغل الفلاسفة، مثل أصل الكون، طبيعة المعرفة، الأخلاق، والجمال. كما يتناول المقرر أهم الفلاسفة والمدارس الفلسفية، مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، والفلسفة اليونانية والوسيطة

رمز المقرر: BTHAR05

أستاذ: P. Hany Daniel

مقدّمة عامّة

الفلسفة هي، اذن، "علم" أي انها محاولة معرفة أسباب الاشياء وعللها. ففي الوقت الذي فيه تنحصر معرفة الاشياء الاعتيادية في البحث عن مضمون حدث ما (مثل خسوف الشمس) فإن المعرفة العلمية، بخلاف ذلك، تحاول ان تعطي شرحاً وأن تحدد الاسباب القريبة. لكن بماذا تختلف الفلسفة عن باقي العلوم؟ انها تختلف عنها

1) بشمولية موضوعها او مادتها (اي انها لا تبحث في شيء واحد بل في كل الاشياء)

2) وبتميّز موضوعها الصوري أو الشكلي (العلل الاخيرة المسببة للشيء)

ففي الوقت الذي فيه تُعنى العلوم الاخرى بدراسة مواضيع "محددة جداً" ودقيقة (العلوم تميل دائما الى الاختصاص الدقيق)، نجد الفلسفة تتخذ من "كل الحقيقة" (الحقيقة عموما) موضوعاً لها. لكن هذا لا يعني بأن الفلسفة تتكون من اجتماع العلوم، بل هي معرفة من نوع خاص ورفيع، أي انها تبدأ بالنظر في العلل القريبة المسببة للأشياء (مثل باقي العلوم) لترتقي الى النظر في العلل الاخيرة (او العلل الرئيسية) المسببة للأشياء نفسها. ففي كثير من الاحيان لا تكون معرفة العلل القريبة للأشياء كافية لاستيفاء تفسيرها، فقد تتطلب تفسيراً اخرا، أي انها تتطلب البحث عن مسبب أو علة أخرى بإمكانها تقديم تفسير ادق، وهكذا نستمر بالارتقاء في معرفة المسببات الى ان نصل الى العلل الاخيرة التي تتسامى فوق الحقل التجريبي (موضوع العلم) وبالتالي تدخل في حقل الفلسفة. بهذا تكون الفلسفة سبباً في اوراء عطش الانسان الى معرفة الاشياء التي تحيط به ومسبباتها. هذا التعطش ينبع من صلب طبيعتنا البشرية، وأفضل مثال لذلك الاسئلة الاولى التي تدفع الطفل الى استعمال عقله متسائلا: لماذا؟ فالإنسان يسعى طبيعياً ليس فقط الى معرفة الـ "لماذا" القريبة، بل أيضا الى معرفة الـ "لماذا" البعيدة لكل شيء، وبصورة خاصة تلك التي تخص ذاته. اذن، الفلسفة تحاول تلبية هذه الحاجات العقلية في الانسان

ان معرفة العلل الاخيرة للأشياء تتم بواسطة النور الطبيعي العقل البشري: العقل البشري هو الصفة الوحيدة التي تُميّز الانسان عن باقي المخلوقات: فالبحث عن تكميل العقل بالمعرفة وبطرح الاسئلة ومحاولة الاجابة عنها يقود الى تكميل الطبيعة البشرية. هذا هو ايضا ما تحاول الفلسفة القيام به: فالإنسان يكمل عقله بواسطة تكوين افكار واضحة ودقيقة عن نفسه وعما حوله وتمييز الافكار الصحيحة منها عن الخاطئة، والتمييز بين الجوهري والعرضي والحقيقي عن الظاهري بواسطة التأمل والتعقل

ان الفلسفة ليست، كما يعتقد البعض، شيئاً ما معزول عن الحياة، لا بل انها متصلة بها حميمياً. فالفلسفة، كما رأينا، تبحث في المشاكل الاكثر ارتباطا بالإنسان والتي تخص طبيعته وأصله ومصيره لكي تتخذ حياته مساراً ما ويستطيع اختيار افعاله. فالتفلسف يصبح حين ذك "مواجهة مشكلة الحياة، والفلسفة الحقيقية تكون الحل العقلي لمشكلة الحياة". نستدل من هذا ان اي انسان هو فيلسوف بالطبع، لأن لكل واحد منّا مفاهيم شخصية تخص الحياة وتكون السبب في اختياره لأفعاله وقراراته. ومع ذلك ليسوا بقليلين اولئك الاشخاص الذين لهم مفاهيم خاطئة للحياة، وذلك كونها ثمرة فلسفة خاطئة للحياة (خبرة خاطئة). لذا فإن دراسة الفلسفة هي جزء مهم من التكوين الانساني

محتوى المقرّر

1- مفهوم الفلسفة

2- مواضيع الفلسفة

3- فروع الفلسفة

4- تاريخ الفلسفة

  • الفلسفة اليونانية أو القديمة
  • فلسفة العصور الوسطى

ملحق 1

  • سقراط
  • أفلاطون
  • أرسطو

ملحق 2

  • مقتطفات من كتاب تاريخ الفلسفة لاميل برهية

 

خاتمة

في الختام، يقدم هذا المقرر نظرة شاملة على تطور الفكر الفلسفي من جذوره الأولى في اليونان القديمة حتى العصور الوسطى، حيث انتقلت الفلسفة من البحث في الطبيعة والوجود إلى محاولات التوفيق بين العقل والدين. من خلال دراسة مفاهيم مثل الميتافيزيقا، المنطق، والأخلاق، نكتشف أن الفلسفة ليست مجرد نظريات مجردة، بل هي أداة حية لفهم أنفسنا والعالم من حولنا. كما تظهر لنا كيف أن أسئلة الفلاسفة القدماء حول الحقيقة، الخير، والعدالة لا تزال ذات صلة في عصرنا الحديث. بهذا، يشكل المقرر أساسًا متينًا لأي قارئ أو طالب يسعى إلى تعميق فهمه للفكر الإنساني وتطوره عبر العصور