MyDomuni
DOMUNI UNIVERSITAS

اللاهوت الأساسي (BTHAR09)

اللاهوت الأساسي (BTHAR09)

يقدّم اللاهوت الأساسي مدخلًا شاملاً إلى علم اللاهوت، مع التركيز على اللاهوت العقائدي. يتناول المقرّر أصول اللاهوت وتطوره التاريخي، وعلاقته بالوحي والإيمان، بالإضافة إلى مناهجه وفروعه المختلفة. يُعد هذا المقرّر مرجعًا مهمًا للدارسين في مجال اللاهوت، حيث يقدم رؤية متكاملة تجمع بين الجوانب النظرية والعملية

رمز المقرر: BTHAR09

أستاذ: P. Guy Sarkis

مقدّمة عامّة

يُعد مقرّر "اللاهوت الأساسي" عملاً أكاديمياً شاملاً يهدف إلى تقديم رؤية منهجية متكاملة لعلم اللاهوت، مع تركيز خاص على اللاهوت العقائدي كأحد الفروع المركزية في الدراسات الدينية. يأتي هذا المقرّر في إطار سلسلة "الإيمان للحياة وللحوار"، والتي تهدف إلى تعميق الفهم اللاهوتي وتجديده في ضوء تحديات العصر الحديث

ينطلق المؤلف من فكرة أساسية مفادها أن اللاهوت ليس مجرد تراكم معرفي أو نظريات مجردة، بل هو حوار حي بين الله والإنسان، ينمو من خلال الوحي والإيمان والتقليد الكنسي. يقدم المقرّر تحليلاً دقيقاً لأصل مصطلح "اللاهوت" وتطوره التاريخي، بدءاً من جذوره اليونانية مروراً بتبنيه في الفكر المسيحي، وصولاً إلى دوره كعلم مستقل يدرس الله وأسرار الإيمان بطريقة منهجية

ينقسم المقرّر إلى أجزاء مترابطة تبدأ بتعريف اللاهوت وتمييزه عن العلوم الأخرى، ثم تنتقل إلى استكشاف الوحي والإيمان كأساسين للاهوت، وتنتهي بتحليل العقيدة المسيحية وأبعادها المختلفة. كما يتناول المقرّر دور الكنيسة في صياغة العقائد وحمايتها، مع التركيز على العلاقة الجدلية بين اللاهوت والسلطة التعليمية، وكيفية توافق العقل والإيمان في فهم الحقائق الدينية

يتميز هذا العمل بجمع بين العمق الأكاديمي والوضوح التعبيري، مما يجعله مناسباً للدارسين المتخصصين، وكذلك للقارئ غير المختص الذي يرغب في التعرف على اللاهوت المسيحي. كما يقدم المقرّر رؤية نقدية للتحديات التي تواجه اللاهوت المعاصر، مثل العلمنة والنسبية الفكرية، ويقترح طرقاً لمواجهتها من خلال الحوار العقلاني والانفتاح على التقليد الحي

في النهاية، يظل الهدف الرئيسي لهذا المقرّر هو تعزيز فهم الإيمان المسيحي وربطه بواقع الحياة، مع التأكيد على أن اللاهوت الحقيقي هو الذي يخدم الكنيسة ويغذي الروحانية، وليس مجرد جدل نظري بعيد عن الواقع

الأهداف المعرفية 

تعريف الطالب بمفهوم اللاهوت، وأصوله اللغوية والفلسفية، وتمييزه عن العلوم الأخرى مثل الفلسفة والتاريخ الديني -
فهم تطور الفكر اللاهوتي تاريخياً، بدءاً من الفكر اليوناني، مروراً بالآباء الكنسيين، ووصولاً إلى اللاهوت المعاصر -
استيعاب العلاقة بين الوحي والإيمان، وكيفية تلقي الكنيسة للوحي الإلهي وتفسيره عبر العصور -
دراسة العقائد المسيحية الأساسية، مثل الثالوث، والتجسد، والفداء، ودورها في تشكيل الهوية المسيحي -

محتوى المقرّر

1- المقدّمة

2- التطوّر التاريخي لمفهوم اللاهوت

3- موضوع علم اللاهوت

4- الوحي والإيمان والسلطة الكنسية

5- اللاهوت العقائدي

6- أبعاد اللاهوت العقائدي

خاتمة

إن دراسة اللاهوت ليست غاية في ذاتها، بل هي رحلة بحث دائمة عن الحقيقة الإلهية، وجهد متواصل لفهم سر الله وتدبيره الخلاصي. فكما بدأ المقرّر باستكشاف أصول اللاهوت وتطوره، ينتهي بتسليط الضوء على الغاية النهائية من هذا العلم، وهي الاقتراب من الله وعيش الإيمان في الحياة اليومية

أحد أهم الاستنتاجات التي يخلص إليها المقرّر هو أن اللاهوت العقائدي ليس مجرد مجموعة من النظريات المجردة، بل هو انعكاس لعلاقة حية بين الله والإنسان. فالعقائد المسيحية، وإن صيغت بلغة بشرية، تحمل في طياتها بعداً روحياً يتجاوز العقل ليمس القلب. وهذا ما يفسر لماذا ظلت العقائد، مثل سر التثليث والتجسد، حية عبر العصور، رغم تعقيدها الفلسفي

كما يشير المؤلف إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه اللاهوت اليوم هو الفصل بين الإيمان والحياة، حيث أصبحت المعرفة الدينية في كثير من الأحيان مجرد معلومات نظرية منفصلة عن الممارسة الروحية. ولذلك، يدعو إلى لاهوت متجذر في الوحي، منفتح على حوار مع الثقافة المعاصرة، وقادر على تقديم إجابات روحية وفكرية للتساؤلات الوجودية التي يطرحها الإنسان الحديث

في الجانب العملي، يقدم المقرّر رؤية لـتجديد اللاهوت من خلال

الرجوع إلى المصادر الأساسية (الكتاب المقدس، التقليد، تعاليم الكنيسة) -
الحوار مع العلوم الإنسانية (الفلسفة، التاريخ، علم النفس) -
الانخراط في هموم الإنسان المعاصر، مثل البحث عن المعنى والعدالة والسلام -


أخيراً، يؤكد المؤلف أن اللاهوت الحقيقي هو الذي يقود إلى القداسة، لأن غايته النهائية هي تمجيد الله وخدمة الإنسان. فكما يقول القديس أنسلموس: "الإيمان يطلب الفهم"، فإن الفهم اللاهوتي يجب أن يقود بدوره إلى إيمان أعمق وحب أعظم. وهكذا، يظل هذا الكتاب دعوة مستمرة لجميع المؤمنين، لاهوتيين وعلمانيين، ليعيشوا الإيمان بوعي وفاعلية، في عالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى نور الحق ودفء المحبة.