العهد بين الله والإنسان في العهد الجديد (BTHAR46)

رأينا أنّ العهود على أنواعها، بصورة فرديّة أو جماعيّة، تقودنا إلى مصبّ واحد: محبّة الربّ الّتي من خلالها يرفع الانسان بصورة مدهشة إذ يجعله شريكًا له، فهو بذلك يُظهر مدى ثقته فيه، بالرغم من خيبته المتواترة معه. عجيب هو الربّ، الّذي لا يوفّر أسلوبًا أو وسيلة ليُنهض الانسان من قعر الهاوية الّتي يزجّ نفسه فيها من خلال جريانه نحو الأوهام البرّاقة، الآلهة الوثنيّة على أنواعها، وميله نحو خيانة مَن يحبّه. يترك الربّ للانسان فسحة للتوبة لأنّه مستعدٌ دائمًا لمغفرة آثامه، وقد تجلّى حبّه إلى أقصى حدوده بالمسيح يسوع وسرّ خلاصه العظيم فداء عن خطايا البشر أجمعين
رمز المقرر: BTHAR46
أستاذ: Dr. Rose Abi Aadالمقدّمة
تتميّز الديانة اليهوديّة عن ديانات الشرق القديم كونها تاريخيّة. ففي حين كانت الألوهة مرتبطة بالمظاهر الكونيّة لدى المصريّين والأشوريّين والبابليّين والفنيقيّين، أو بأشياء أو أماكن محدّدة، كانت الديانة اليهوديّة تؤمن بيهوه، إله الآباء؛ الّذي لم يبقَ الصامت والأبكم كغيره من الآلهة، بل دخل تاريخ الانسان، واختار الأشخاص وتكلّم معهم، وسار بالقبائل المتحدّرة منهم إلى سيناء وجعل منهم شعبًا، وأعطاهم أرض كنعان. ومذّاك، لم يكفّ عن إيصال إرادته إلى الأنبياء
خلال زمن التدبير الخلاصيّ، كشف الله عن ذاته تدريجيًّا، فتعرّف عليه الشعب أنّه الكائن بذاته، الخالق، الأزليّ، السرمديّ، ربّ الجنود، القدّوس، الضابط الكلّ، الملك، المخلّص، الحاضر في كلّ مكان، العالِم بكلّ شيء... كلّها أمور تنساب بمرونة وخفّة في آذان المؤمنين به. ولكن يتغيّر الوضع جذريًّا حين تُسنَد إليه صفة الحبيب، أو الخطّيب أو الزوج
فإذا كان موضوع تشبيه الله بالانسان يشكّل حسّاسية ويثير الاشمئزاز لدى البعض، والرفض لدى البعض الآخر، لا بل يُعتبر تجديفًا على الله المتسامي، هو الذي لا يُدرَك ولا يُستقصى ولا يحدّه فكر بشريّ، فكم بالحريّ إذا رمزنا إليه بالحبيب الشغوف بحبيبته، والخطّيب الورع والزوج الأمين والأب الذي يسهر على أبنائه ويريدهم أن يبادلوه المحبّة الأبويّة بالمحبّة البنويّة الصادقة
يمكننا أن نستنتج صفات الله " الحبيب، أو الخطّيب أو الزوج " إنطلاقًا من مفهوم "العهد" الّذي يجتاح الكتاب المقدّس بكلّيته. فيغدو هذا الموضوع اللّاهوتي الذي أراده الله بينه وبين الانسان البُنية المركزيّة التي يتمحور حولها الكتاب المقدّس، والأساس الّذي يميّز علاقة الربّ بشعبه وينظّم صلته بسائر الأمم. فالعهد يشكّل الرباط بين مختلف مراحل الخلق، وحدث الخروج، والسبي إلى بابل، وآخر الأزمنة. منه ينبع إختيار الله لشعبه وللآباء والأنبياء، وعليه يرسو الرجاء المسيحانيّ
محتوى المقرّر
مختصرات أسفار العهد القديم
مختصرات أسفار العهد الجديد
مقدّمة عامّة
أ- العهود البشريّة
ب- من العهود البشريّة إلى العهد بين الله والبشر
1- العهد في الأناجيل الإزائيّة
"هذِه الكَأسُ هي العَهدُ الجَديدُ بِدمي الَّذي يُراقُ مِن أَجْلِكم... “
ما بين العهد في سيناء والعهد في عشاء الفصح
خاتمة
2- العهد في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس
مقدّمة
الشرح
خاتمة
3- العهد في الرسالة إلى العبرانيّين
خاتمة