الأخبار
[وجوه دوموني] : آنا بينغوي، خريجة في اللاهوت
![[وجوه دوموني] : آنا بينغوي، خريجة في اللاهوت](/media/photologue/photos/cache/visage-de-domuni_anna-pingiwe_image-site-public-pagina_cabecera.png)
17 يوليو 2025
[ الحلقة الرابعة] السير بالإيمان والحرية. آنا بينغوي، خريجة في اللاهوت
توجّه مستنير بعد مرحلة من عدم اليقين
«كنت على وشك الاستسلام... ثم وجدت دوموني. تغير كل شيء.»
اكتشفتُ دوموني صدفة تقريبًا، أثناء بحثي عن برنامج تعليمي عن بُعد يتوافق حقًا مع احتياجاتي. وبعد بحث طويل غير مثمر، أصابني الإحباط. ثم عثرت على دوموني، ولدهشتي، كانت تمامًا ما أبحث عنه.
ما أقنعني على الفور هو إمكانية متابعة المسار الأكاديمي وفق وتيرتي الخاصة. فالبرنامج المخطط له على سنة يمكن إنجازه خلال سنتين، وهي ميزة حقيقية لمن يسعون إلى التوفيق بين الدراسة والحياة الشخصية. وهناك عنصر آخر لا يقل أهمية: رسوم التسجيل، فهي أقل بكثير مقارنةً بمؤسسات أخرى.
الجمع بين إطار مُنظَّم واستقلالية حقيقية
«دعمتني دوموني عندما احتجتُ إلى الدعم، وفي الوقت ذاته، سمحت لي بالتقدّم وفق سرعتي الخاصة.»
كانت المواد التعليمية، بشكل عام، واضحة وغنية بالمحتوى. بعض المقررات بدت لي أكثر تعقيدًا، وأحيانًا صعبة المتابعة بمفردي، لكنني واصلت رغم الصعوبات.
ما أحدث الفرق هو جودة الإشراف الأكاديمي. كان المشرفان المسؤولان عن متابعتي متاحين دائمًا ويُصغيان بعناية. كانا يردّان على استفساراتي بسرعة، وهو ما ساعدني كثيرًا.
لقد كانت مرونة التعليم عن بُعد عنصرًا أساسيًا في نجاحي، إذ مكنتني من الحفاظ على التزامي دون المساس بمسؤولياتي العائلية أو المهنية.
مهارات مستدامة تتجاوز حدود الدراسة
«تعلّمتُ كيف أتمسّك، كيف أنظّم وقتي… والأهم من ذلك، كيف أؤمن بنفسي.»
لم تقتصر دوموني على تغذية تفكيري، بل غيّرت هذه الدراسة اللاهوتية عن بُعد طريقة تعاملي مع الحياة. لقد اكتسبتُ انضباطًا حقيقيًا في إدارة الوقت، ومنهجية عمل مُنظّمة، ساعدتني في تسليم واجباتي في الوقت المحدد رغم كثافة التزاماتي اليومية.
علّمتني الدراسة الذاتية كيف أكون منضبطة، وكيف أحفّز نفسي بنفسي، وكيف أتقدّم حتى دون دعم مباشر. طوّرتُ مرونة نفسية ثمينة في مواجهة التحديات المختلفة: نقص الموارد، صعوبات مالية، نتائج أحيانًا أقل من توقعاتي… لكنني لم أستسلم أبدًا.
كما أتاح لي هذا المسار تعزيز ثقة قوية بالنفس. أنا اليوم على يقين من قدرتي على التعلّم والتفكير والنمو، حتى في العزلة.
اللاهوت كوسيلة للتحول في العلاقات الإنسانية
«تعلّمت أن أكون أكثر صبرًا، أكثر انفتاحًا، وأكثر إنصاتًا.»
ما تلقيته في دوموني تجاوز بكثير حدود المعرفة النظرية. لقد تطورت علاقتي بالآخرين، لا سيما في عملي مع النساء اللواتي أرافقهن يوميًا. ساعدتني الدروس اللاهوتية على فهم الآخرين بشكل أعمق، واستقبال هشاشتهم دون إصدار أحكام.
تعلّمتُ أن أُدرك أن الإله يعمل في حياة كل إنسان، غالبًا بطريقة خفيّة. هذا الوعي غيّر نظرتي للأمور. أصبحتُ أكثر حضورًا، وأكثر هدوءًا. هذا التحول الداخلي انعكس على محيطي: النساء اللواتي أرافقهن يشعرن بالأمان، والاحترام، والإنصات. وربما يكون هذا أجمل ثمرة لهذه الدراسة اللاهوتية.
حتى وإن لم أعد أفكر في متابعة الدكتوراه، فأنا ممتنة بعمق لمساري مع دوموني.
فضاء تعليمي يستحق التوصية به
«ما وجدته في دوموني يستحق أن يُشارك مع الآخرين.»
لقد تحدّثتُ عن دوموني مع عدد من الأشخاص. لسنوات، عانت الدراسة الجامعية عن بُعد من بعض الأحكام المسبقة. ولكن الأمور بدأت تتغيّر. كثيرون اليوم يبحثون عن تكوين أكاديمي جاد ومرن يتلاءم مع التزاماتهم الشخصية والمهنية.
تقدّم دوموني إطارًا أكاديميًا صارمًا وإنسانيًا في آنٍ واحد، يسمح بالتقدّم وفق الوتيرة الشخصية، دون الشعور بالوحدة. كما توفر مجتمعًا علميًا وروحيًا نشطًا، حتى عن بُعد.
مفاتيح النجاح والانخراط الفعّال في المسار الدراسي
«كونوا حاضرين، شاركوا. دوموني فضاء للتبادل بقدر ما هو فضاء للدراسة.»
للنجاح في دوموني، لا يكفي أن تكون قارئًا جيدًا أو كاتبًا بارعًا. يجب أيضًا الانخراط بشكل فعّال في المسار التعليمي: احترام المواعيد النهائية، اتباع التعليمات، والمشاركة خصوصًا في المنتديات الحوارية.
تُعدّ هذه المنتديات جزءًا لا يتجزأ من تجربة دوموني التعليمية. إنها تتيح كسر العزلة، ومقارنة الأفكار، ومشاركة التساؤلات.
التعلّم هنا هو أيضًا تجربة جماعية، يساهم فيها كل شخص على طريقته في إحياء هذا المجتمع الأكاديمي والروحي.